شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
173997 مشاهدة print word pdf
line-top
اسم الله العليم وما يقتضيه

...............................................................................


من أسماء الله تعالى العليم يتكرر في القرآن قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقوله: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وقوله: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ فيكون هذا اسمًا من أسماء الله الحسنى التي يُدعى بها الرب سبحانه وتعالى، فتدعوه وتتوسل إليه بهذه الصفة يا عليم، يا خبير، وتدعوه بقولك: يا عليم بذات الصدور، تتوسل بذلك إلى قضاء حاجتك.
لا شك أن من آمن بسعة علم الله تعالى فإنه يعمل بموجب ذلك. موجب ذلك أن يعمل بالحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت يراك، ويراقبك، ويطلع على أسرارك، ويعلم ما تكنه في قلبك. من آمن بذلك فلا شك أنه سوف يراقب الله، ويخشاه ولا يخشى أحدًا إلا الله، فإذا حدثته نفسه بأمر من الأمور المحرمة فكر وقدر، وقال كيف أقدم على هذا الذنب والله تعالى يراني ويعلم ما في ضميري؟ يعلم النيات، ويعلم الأسرار، ويعلم الخفايا، ويعلم ما أجهر به وما أسر به فيحمله ذلك على أن لا يقدم على ذنب ولو كان صغيرًا لأنه يعلم أن ربه الذي يملكه والذي نهاه عن ذلك عالم بما يقوله وعالم بما يفعله .

line-bottom