إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
208241 مشاهدة print word pdf
line-top
اسم الله العليم وما يقتضيه

...............................................................................


من أسماء الله تعالى العليم يتكرر في القرآن قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ وقوله: إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ وقوله: إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ فيكون هذا اسمًا من أسماء الله الحسنى التي يُدعى بها الرب سبحانه وتعالى، فتدعوه وتتوسل إليه بهذه الصفة يا عليم، يا خبير، وتدعوه بقولك: يا عليم بذات الصدور، تتوسل بذلك إلى قضاء حاجتك.
لا شك أن من آمن بسعة علم الله تعالى فإنه يعمل بموجب ذلك. موجب ذلك أن يعمل بالحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت يراك، ويراقبك، ويطلع على أسرارك، ويعلم ما تكنه في قلبك. من آمن بذلك فلا شك أنه سوف يراقب الله، ويخشاه ولا يخشى أحدًا إلا الله، فإذا حدثته نفسه بأمر من الأمور المحرمة فكر وقدر، وقال كيف أقدم على هذا الذنب والله تعالى يراني ويعلم ما في ضميري؟ يعلم النيات، ويعلم الأسرار، ويعلم الخفايا، ويعلم ما أجهر به وما أسر به فيحمله ذلك على أن لا يقدم على ذنب ولو كان صغيرًا لأنه يعلم أن ربه الذي يملكه والذي نهاه عن ذلك عالم بما يقوله وعالم بما يفعله .

line-bottom